ما هو البرسيم الأحمر؟
البرسيم الأحمر (Trifolium pratenseis) هو عشب معمر ينتمي إلى فصيلة البقوليات وينمو بريًا في المروج في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. يتم حصاد أزهاره الحمراء وتجفيفها لمجموعة واسعة من الاستخدامات العلاجية. تم استخدامه تقليديًا لعلاج حالات الجلد الالتهابية مثل الصدفية والأكزيما ومشاكل الجهاز التنفسي وتنقية الدم. ركزت الأبحاث الحديثة الكثير من جهودها على فعالية استخدام البرسيم الأحمر لعلاج الحالات المرتبطة بانقطاع الطمث وكذلك صحة العظام والقلب.
شاي البرسيم الأحمر هو مشروب رائع للصحة العامة والعافية. وبصرف النظر عن كونه لذيذًا، فهو مصدر رائع لمضادات الأكسدة الواقية وكونه خاليًا من الكافيين والسعرات الحرارية، فهو بديل صحي لكوب القهوة العادي. وقد أظهرت الدراسات أن البرسيم الأحمر يحتوي على مواد كيميائية وفيرة تسمى الأيزوفلافون.
هذه هي المواد الكيميائية النباتية الطبيعية التي تنتج تأثيرات على الجسم مماثلة للإستروجين. يحتوي البرسيم الأحمر أيضًا على عدد من العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والكروم بالإضافة إلى فيتامين سي. يتمتع البرسيم الأحمر أيضًا بخصائص مدرة للبول وطاردة للبلغم وبالتالي تم استخدامه لتنقية الدم وتنظيف الكلى وتنظيف المخاط من الرئتين.
الفوائد الصحية لنبات البرسيم الأحمر
1) الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث
كما ذكرنا سابقًا، تحاكي مركبات الأيزوفلافون الموجودة في البرسيم الأحمر تأثيرات هرمون الإستروجين. ولهذا السبب، ارتبطت العديد من الأبحاث حول هذه العشبة بالأعراض الجسدية المرتبطة بانقطاع الطمث مثل التعرق الليلي والهبات الساخنة بالإضافة إلى الأعراض العاطفية مثل القلق.
حتى الآن، لا تزال الأبحاث واعدة ولكنها بعيدة كل البعد عن كونها حاسمة، حيث أظهرت بعض الدراسات نتائج إيجابية، بينما أشارت دراسات أخرى إلى أن البرسيم الأحمر له تأثير ضئيل، إن وجد، على الأعراض. ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن البرسيم الأحمر لديه القدرة على استبدال العلاج الهرموني البديل التقليدي.
استخدمت إحدى الدراسات المنشورة في عام 2005 60 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث لتقييم فوائد البرسيم الأحمر في تخفيف أعراض انقطاع الطمث . وشملت الأعراض التي تم تقييمها الهبات الساخنة والصداع وخفقان القلب والقلق والأرق.
تم تقسيم النساء إلى مجموعتين، حيث عولجت المجموعة الأولى بمكملات البرسيم الأحمر، بينما تلقت المجموعة الأخرى دواءً وهميًا لمدة 90 يومًا. واستنادًا إلى تصنيفات شدة الأعراض لدى المشاركات، تمكن الباحثون من استنتاج أن إيزوفلافونات البرسيم الأحمر قللت بشكل كبير من الانزعاج الذي تعاني منه النساء أثناء انقطاع الطمث.
2) صحة العظام
عندما تدخل المرأة سن اليأس تنخفض مستويات هرمون الاستروجين لديها مما يزيد من خطر ضعف العظام وهشاشة العظام. تشير العديد من الدراسات الأولية إلى أن محتوى الأيزوفلافون في البرسيم الأحمر قد يساعد في إبطاء عملية فقدان العظام وعلاوة على ذلك قد يكون قادرًا في الواقع على زيادة كثافة العظام لدى النساء بعد سن اليأس وقبله.
وقد استهدفت دراسة بريطانية نشرت في عام 2004 على وجه التحديد تأثير الايزوفلافون الموجود في القرنفل الأحمر على فقدان العظام لدى 205 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 49 و65 عاماً. وقد عولجت نصف النساء بالبرسيم الأحمر بينما تلقت البقية دواء وهمياً يومياً لمدة عام.
وبحلول نهاية الدراسة، تمكن الباحثون من إظهار أن النساء اللاتي عولجن بمكملات البرسيم الأحمر شهدن خسارة أكبر بكثير في المعادن العظمية وكثافة العظام في العمود الفقري مقارنة باللواتي تناولن الدواء الوهمي.
3) صحة القلب
هناك ادعاءات بأن البرسيم الأحمر قد يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية لأن الايزوفلافون مرتبط بالكوليسترول الجيد HDL لدى النساء. وهناك أيضًا بعض الأدلة على أن البرسيم الأحمر قد يقوي الشرايين لدى النساء في سن اليأس مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ولكن حتى الآن، كانت الدراسات التي أجريت على البشر محدودة نسبيًا وأسفرت عن أدلة متضاربة. ويُعتقد أيضًا أن البرسيم الأحمر له قدرة على تسييل الدم مما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية وتدفق الدم.
4) السرطان
وبناءً على حقيقة استخدام البرسيم الأحمر في علاج السرطان، بدأ الباحثون في تحليل دوره في الوقاية من المرض وعلاجه. وهناك بالفعل بعض الأدلة التي تدعم استخدامه في الوقاية من السرطان، وقد أثبتت الدراسات المعملية أن الأيزوفلافونات الموجودة في البرسيم الأحمر قد توقف نمو الخلايا السرطانية بل وتدمرها.
كانت الأبحاث الأولية إيجابية فيما يتعلق بسرطان البروستاتا ويعتقد الباحثون أنه لديه القدرة على علاج أشكال أخرى من السرطان. اكتشفت دراسة أمريكية نُشرت في عام 2009 أن علاج خلايا البروستاتا السرطانية باستخدام أيزوفلافون البرسيم يقلل بشكل فعال وملحوظ من إنتاج مستضدات البروستاتا النوعية الموجودة بمستويات أعلى بكثير لدى الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا.
لسوء الحظ، فإن معظم الايسوفلافون المفيد في البرسيم الأحمر قد يكون سلاح ذو حدين، وهناك بعض التكهنات بأنه بسبب تأثيراته الشبيهة بالإستروجين، فإنه قد يساهم أيضًا في أنواع معينة من السرطان المرتبط بالهرمونات، وينصح النساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي أو لديهن تاريخ من المرض بعدم تناوله.
5) الأورام الليفية الرحمية
قد يكون استخدام البرسيم الأحمر لعلاج الأورام الليفية الرحمية مختلطًا. فقد تزيد هرمونات الإستروجين والعوامل التي تحاكي الإستروجين من حجم الأورام الليفية. ومع ذلك، قد يكون الإستروجين مفيدًا في تقليل النزيف الشديد وفقر الدم المصاحب. يعتقد بعض مؤيدي البرسيم الأحمر أن البرسيم الأحمر يجب أن يتصرف بنفس الطريقة ولكن لا يوجد بحث يثبت ذلك.
6) الفوائد العاطفية
قد يكون لشرب شاي البرسيم الأحمر فوائد عاطفية خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من أعراض القلق الناجمة عن انقطاع الطمث. في دراسة نشرت عام 2009، تم تقسيم 109 امرأة إلى مجموعتين تم علاجهن إما بمكملات البرسيم الأحمر أو دواء وهمي لمدة 90 يومًا. شهدت النساء اللاتي تناولن البرسيم الأحمر انخفاضًا في القلق بنسبة 80٪ تقريبًا، وهو ما كان أكبر بكثير من الانخفاض بنسبة 22٪ الذي شهدته مجموعة الدواء الوهمي.
7) للسعال
يتمتع البرسيم الأحمر بخصائص طاردة للبلغم، وعند شربه كالشاي يمكن استخدامه لعلاج السعال وإزالة الاحتقان من الجهاز التنفسي والرئتين.
8) صحة الجلد
يمكن استخدام البرسيم الأحمر موضعيًا في المراهم لعلاج مشاكل الجلد مثل الصدفية والأكزيما وغيرها من تهيجات الجلد. يعد شاي البرسيم الأحمر مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة المعروفة بحماية البشرة من التلف وتجديد البشرة المتعبة أو الشاحبة.
كيفية استخدام البرسيم الأحمر
بالإضافة إلى العشب المجفف المستخدم في صنع شاي البرسيم الأحمر، فإن العلاج العشبي متاح في عدد من الأشكال المختلفة بما في ذلك الصبغات، والكبسولات، والمستخلصات السائلة والمرهم.
عشبة البرسيم الأحمر المجففة متوفرة بسهولة في المتاجر الصحية، كما أن صنع الشاي سهل.
ما عليك سوى إضافة ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من أزهار البرسيم الأحمر المجففة إلى إبريق الشاي ونقعها في 8 أونصات من الماء الساخن لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة. ولأغراض صحية عامة، حاول شرب كوبين أو ثلاثة أكواب يوميًا.
قد لا تحتاج حتى إلى شراء الأعشاب المجففة؛ فالبرسيم الأحمر شائع ومنتشر في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا. إذا كان لديك إمكانية الوصول إلى النبات، فلماذا لا تقطف الأعشاب وتجففها بنفسك وتصنع الشاي من الصفر. أشعر دائمًا أن هناك شيئًا مرضيًا للغاية في صنع منتجاتك الخاصة حيثما أمكن ذلك بصرف النظر عن الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن تكلفتها أقل كثيرًا. قطفها وجففها وانقعها واستمتع بها.
الآثار الجانبية لنبات البرسيم الأحمر
يعتبر البرسيم الأحمر جيد التحمل ويعتبر آمنًا للبالغين ولا توجد آثار جانبية معروفة ناجمة عن الأبحاث حتى الآن.
لا ينصح باستخدام البرسيم الأحمر للأطفال الصغار أو النساء الحوامل أو المرضعات بسبب المركبات النباتية الإستروجينية والأيزوفلافونية التي يحتوي عليها.
هناك بعض الجدل الدائر حول مدى أمانه بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي أو لديهن تاريخ من الإصابة به. ومن أجل السلامة، يجب تجنبه حتى تثبت الأبحاث عكس ذلك.
لم تجد الأبحاث أي تفاعلات كبيرة عند استخدام البرسيم الأحمر مع الأدوية التقليدية، إلا أنه قد يتفاعل مع الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل.
يُدرج البرسيم الأحمر ضمن قائمة الأعشاب التي قد تزيد من خطر النزيف وتعزز من تأثير مميعات الدم مثل الأسبرين أو الوارفارين . ويُعتبر الخطر طفيفًا، ولكن إذا كانت لديك أي مخاوف، فتأكد من استشارة طبيبك قبل تناول البرسيم الأحمر أو أي علاج عشبي آخر.
إرسال تعليق
أترك تعليقا مختصرا