لا تشنعوا علينا أعمالنا
عن عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم؛ فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجلٌ من العدو فدعا إلى المبارزة ؛ فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، فصعب ذلك على المسلمين وشق عليهم،ودعا النصراني فخرج إليه رجل من المسلمين ملثم، خرج إليه رجل من المسلمين يتخفى، فطارده ساعة فطعن المسلم النصراني فقتله،فازدحم المسلمون على الملثم يريدون أن يعرفوا من هو الذي أنهى هذا الطاغية.
قال: فنظرت إليه فإذا هو عبد الله بن المبارك وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا.
هكذا كانوا يجاهدون من أجل أن تبقي أعمالهم لله خالصة لأن الله لا يقبل من العمل ما كان مخلصا له.
حذار أن تكون لك أعمال كثيرة لكن دخلها الرياء أو العجب فحبطها الله لك فيصبح أعمالك هباءا منثورا.
إذا أردت أن تعرف المخلص فعليك بميزان الآخرة لا ميزان الدنيا.
إرسال تعليق
أترك تعليقا مختصرا